أخبار

كثيرًا ما نربط نضج الشخصية بتقدم العمر فنظن أن كل كبير في السن بالضرورة ناضج وأن الصغار لم يكتمل نضجهم بعد لكن الحقيقة

كثيرًا ما نربط نضج الشخصية بتقدم العمر فنظن أن كل كبير في السن بالضرورة ناضج وأن الصغار لم يكتمل نضجهم بعد لكن الحقيقة أن النضج لا يكتسب بمجرد مرور السنوات بل هو توفيق من الله عز وجل أولاً ثم نتيجة لتجربة عميقة وتفكر وتأمل في الحياة.

‏فالشخص الناضج هو من يتوكل على الله في جميع شؤونه ويوقن أن تدبير أموره بيد الخالق فيسلّم أمره للقضاء والقدر مع بذل الأسباب الممكنة، تراه يتأمل في حاله وفي أحوال من حوله يتّعظ مما يمر ويمرون به من ظروف ومواقف ويستخلص منها العبر ليتفادى تكرار الأخطاء ويحسن التعامل مع ما شابهها وهو في ذات الوقت حريص على التعلم من الجميع صغيرهم وكبيرهم وعلى تطوير ذاته بما لديه من إمكانات وأدوات ليجعل يومه أفضل من أمسه وغده خيرًا من يومه.

‏ نضج الشخصية يمنح صاحبه قدرة عالية على التمييز بين الصواب والخطأ والحكم على الأمور والأشخاص بتوازن ووعي كما يعينه على تقدير المعطيات والظروف المحيطة واتخاذ القرارات المناسبة دون تسرّع ويبعده عن الوقوع في الفتن ويجعل نظره متجهًا نحو الأجمل والأبقى.

‏هذا النضج لا يبقى حبيس الفكر بل ينعكس على سلوك الإنسان وتعاملاته تراه قليل الأخطاء راقي في علاقاته مع من حوله حريص على إتقان عمله وباذل للجهد اللازم لإنجازه وتكون نتائجه متميزة كما يتعامل مع نفسه بحكمة فلا يحمّلها فوق طاقتها ويسعى لتنميتها وتطويرها ويضعها في المنزلة التي تستحقها دون مبالغة أو تقليل.

‏إن نضج الشخصية باختصار هو ثمرة وعي وتجربة وتوفيق إلهي تنعكس آثاره في حياة الإنسان ومن حوله ليكون مصدر نور واتزان أينما حلّ.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى